Fourni par Blogger.

Membres

samedi 1 octobre 2011
 
آثار الذنوب والمعاصي على حياة الانسان
 
 




يقول نبينا صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )
عندما قرأت هذا الحديث تذكرت قول احد المشائخ عندما قال
لو علمتم مافاتكم من الرزق بسبب المعاصي والذنوب لقتلتم انفسكم حسرات


فتعال نبحر في روائع أبن القيم الجوزية – رحمه الله -

حول أثر الذنوب والمعاصي على الفرد


يقول رحمه الله :


وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة , والمضرة بالقلب والبدن في الدنيا

والآخرة ما لا يعلمه الا الله .



1- فمنها : حرمان العلم :

فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ,

والمعصية تطفيء ذلك النور . ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي

مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته , وتوقد ذكائه

وكمال فهمه , فقال : إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا

فلا تطفئه بظلمة المعصية



2- ومنها حرمان الرزق :

وكما أن تقوى الله مجلبة للرزق فترك

التقوى مجلبة للفقر , فما استجلب رزق الله بمثل ترك المعاصي .



3- ومنها وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله :

لاتوازنها ولاتقارنها لذة أصلاً , ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها

لم تَفِ بتلك الوحشة , وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة



4- ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس :

ولاسيما أهل الخير منهم , فإنه يجد وحشة بينه وبينهم , وكلما قويت تلك الوحشة بَعُدَ منهم ومن مجالستهم

وحُرِمَ بركة الانتفاع بهم , وقَرُبَ من حزب الشيطان بقدر ما بَعُدَ من

حزب الرحمن , وتَقْوَى هذه الوحشة حتى تستحكم , فتقع بينه وبين

إمرأته وولده وأقاربه , وبينه وبين نفسه فتراه مستوحشا من نفسه

وقال بعض السلف إني لأعصي الله فأرى ذلك في خُلُق دابتي وإمرأتي .


5- ومنها تعسير أموره عليه :

فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه , أو متعسراً عليه

وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا , فمن عَطَّلَ التقوى

جعل الله له من أمره عسرا . ويالله العجب ! كيف يجد العبد أبواب الخير

والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه وهو لا يعلم من أين أُتيَ .



6- ومنها ظلمةٌ يجدها في قلبه حقيقة :

يُحِسُّ بها كما يُحِسُّ بظلمة الليل البهيم

إذا ادلهم , فتصيرُ ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره

فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة , وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته

حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر

, كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده



7- ومنها ان المعاصي توهن القلب والبدن :

أما وهنها للقلب فأمر ظاهر

بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية , وأما وهنها للبدن فإن

المؤمن قوته من قلبه , وكلما قوى قلبه قوى بدنه ,وأما الفاجر

فإنه وإن كان قوى البدن فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه

قوته عند أحوج ما يكون إلى نفسه . وتأمل قوة أبدان فارس والروم

كيف خانتهم , أحوج ما كانوا إليها , وقهرهم أهل الإيمان

بقوة أبدانهم وقلوبهم .



8- ومنها : حرمان الطاعة :

فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه يصد

عن طاعة تكون بَدَلَه , ويقطع طريق طاعة أخرى , فينقطع

عليه بالذنب طريق ثالثة , ثم رابعة وهلم جرا


9- ومنها : أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته ولابد :

فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر . وقد اختلف الناس في هذا

الموضع : فقالت طائفة : نقصان عمر العاصي هو ذهاب بركة عمره

ومحقها عليه . وهذا حق وهو بعض تأثير المعاصي . وقالت طائفة

بل ينقص حقيقة , كما ينقص الرزق فجعل الله سبحانه للبركة في الرزق

أسبابا كثيرة تكثره وتزيده , وللبركة في العمر أسبابا تكثره وتزيده

قالوا ولا تمنع زيادة العمر بأسباب كما ينقص بأسباب – فالأرزاق

والآجال والسعادة والشقاوة والصحة والسقم والمرض والغنى والفقر

وإن كانت بقضاء الله عز و جل فهو يقضي ما يشاء بأسباب جعلها

موجبة لمسبباتها مقتضية لها . وقالت طائفة أخرى : تأثير المعاصي

في محق العمر إنما هو بأن تفوته حقيقة الحياة , وهي حياة القلب .

ولهذا جعل الله سبحانه الكافر ميتا غير حي , كما قال تعالى ( أمواتٌ غيرُ أحياء )

النحل 12 – فالحياة في الحقيقة حياة القلب وعمر الإنسان مدة حياته

فليس عمره إلا أوقات حياته بالله , فتلك ساعات عمره , فالبر والتقوى

والطاعة تزيد في هذه الأوقات التي هي حقيقة عمره ولا عمر له سواها .

يوم يقول ( يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) الفجر 24



10- منها أن المعاصي تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضا :

حتى يَعٌزُّ على العبد مفارقتها والخروج منها , كما قال بعض السلف : أن من

عقوبة السيئة السيئة بعدها , وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها .

اللهم ارزقنا طاعتك ومحبتك وجنتك وأبعدنا عن معصيتك ونارك .